أحياناً تشعر الأم أنها تريد أن تستيقظ ذات يوم وتجد أن كل شيء في حياتها قد إختفى وأنها تولد من جديد بلا مسؤوليات أو ضغوط أو هموم، وهذا الإحساس لا تصل إليه الأم إلا إذا كانت الأعباء قد أصبحت ثقيلة للغاية على عاتقها وإلا إذا كانت قد بلغت درجة من الإرهاق والعناء لا يمكن أن يتصورها أحد مهما كان قريباً منها مثل والدتها أو أختها.
والأم في هذا الزمن تؤدي دوراً صعباً لأن تربية الأطفال لم تعد سهلة في ظل عصر تتصارع فيه العديد من القوى التي تسعى للنيل من سلامة الأطفال وهويتهم وتوازنهم النفسي والوجداني، والأم التي تعيش حياتها كامرأة وزوجة وربما تكون عاملة وربما تكون هناك العديد من الإلتزامات الأسرية والإنسانية والإجتماعية في حياتها، هذه الأم التي تريد أن تحتوي زوجها وتتعايش معه بصورة إيجابية وتضمن ألا تنهار حياتها معه وأن تستمتع بوقتها كأنثى، هذه الأم لا يمكن أن تنسى أنها في البداية والنهاية أم تتحمل مسؤولية أبناء ليس لهم في الدنيا بعد الله تعالى سواها.
وحتى تتمكن الأم من التغلب على الضغوط التي تكابدها في سياق تربيتها لأطفالها وإحتوائها لهم ومراقبتهم في حياتهم لابد أن تكون حريصة على متابعة نفسها وعدم الغفلة عن تأثيرات هذه الضغوط والأعباء النفسية على صحتها الجسمانية وحالتها البدنية، لأن المرأة يمكن أن تصاب بالأمراض فجأة من دون أن تشعر تحت وطأة هذه الضغوط.
لا تخجلي في طلب المساعدة من الآخرين عندما يكون الوضع سامحاً بذلك حيث يمكنك اللجوء إلى بعض أفراد عائلتك أو صديقاتك أو جيرانك ومعارفك لمساعدتك في أداء بعض الواجبات وتحمل بعض المسؤوليات ولو بشكل جزئي أو صورة مؤقتة.
من الضروري أن تجدي لنفسك بعض الوقت الخاص بك الذي يسمح لك بالترفيه عن نفسك لأنك كإنسانة من حقك أن تجدي فسحة من الوقت لممارسة الأنشطة والهوايات التي تحبينها وسيكون هذا الوقت الذي ترفهين فيه عن نفسك خير عون لك لتفريغ شحنة الإنفعالات والضغوط التي تعانين منها خلال تربيتك للأطفال وتحمل الأعباء في هذا المجال.
ويمكنك في هذه الحالة أن تمارسي بعض الأنشطة الرياضية أو الإجتماعية ويمكنك أن تمارسي نشاطاً ثقافياً للإرتقاء بمستوى تفكيرك وفهمك وإدراكك للواقع المحيط بك.
لابد أن تكوني شديدة الذكاء لإستثمار الوقت بصورة جيدة وهذا يستدعي منك التخطيط الجيد لكل يوم تعيشينه منذ اليوم السابق له وربما قبل ذلك بأسبوع وكلما إستطعت أن تكوني منظمة في وقتك ومرتبة في جدول أعمالك والمهام الملقاة على عاتقك كلما إستطعت أن تستفيدي من الوقت بشكل لا تتصورينه ويمكنك أن تنجزي العديد من الأمور المهمة بنجاح في وقت متزامن.
إحذري أن يتسلل الإحباط إلى نفسك فمهما كانت الإنتقادات التي يمكن أن توجه لك من المقربين منك مثل زوجك ووالديك الذين كان يفترض فيهم أن يكونوا عوامل داعمة لك لأداء رسالتك كأم، لابد ألا تسمحي لليأس أو خيبة الأمل بأن يسيطرا على حالتك النفسية العامة، وإنما يجب أن تثقي في قدرتك على أداء واجباتك ومهامك كأم.
المصدر: موقع رسالة المرأة.